responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 243
11 - نتائج الحملة الصليبية الخامسة: من أهمها:
أ- كشفت بجلاء أن الصليبيين لديهم الإصرار على التوسع جنوباً في مصر وما جهود دي برين إلا الصورة الصليبية في القرن الثالث عشر الميلادي/السابع الهجري لعموري الأول ملك المملكة الصليبية في القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري.

ب- كشفت تلك الحملة عن الطابع التنصيري للحركة الصليبية وأن ذلك الجانب من الممكن فهم أبعاد المطامع الصليبية في المنطقة من خلاله، إذ هدف الغزاة تحويل مسلمي المنطقة إلى مسيحيين يتبعون الكنيسة الأم في روما، وبذلك يكونوا قد استهدفوا الهوية الدينية ذاتها.

ج- تلك الحملة كشفت لنا عن العلاقة الأبدية بين مصر والشام إذ أن كلا منهما عمق استراتيجي للآخر، وعندما تعرضت أرض الكنانة للخطر قدم إليها الدعم والعون الحربي من شقيقتها الجغرافية والتاريخية بلاد الشام، وهكذا وجد الخطر الصليبي المشترك تاريخ المنطقتين المتجاورتين بصورة أكدتها مراحل التاريخ السابقة وكذلك التالية.

س- كشفت قصر نظر الملك الكامل الأيوبي فيما يتعلق بالعروض البالغة السخاء، والسذاجة للصليبيين، وقد توافر لديه إصرار مثير للعجب على تقديم بيت المقدس للغزاة في مقابل خروجهم من مصر، ويلاحظ أنه كرر ذلك الأمر عدة مّرة وكأن بيت المقدس التي عادت بدماء الشهداء وخاض صلاح الدين المعارك الشرسة من أجلها، كأن تلك المدينة المقدسة مثلت عبئاً على ذلك السلطان الأيوبي، وبالتالي أراد التخلص منها بأي صورة، وقد توهم الرجل أن بإمكانه التصرف في تلك المدينة، وأن يعرضها كجارية في سوق النخاسة، ومن حسن الحظ - هذه المرة فقط - أن عناد المندوب البابوي الذي طمع في المزيد رفض العرض، وأنقذت القدس من جانب الصليبيين، وظلت في أيدي أبنائها من المسلمين؛ وكشفت تلك الحادثة عن مدى إنفراد القادة أحياناً بقرارات مصيرية خاطئة يمكن أن تجلب أخطر النتائج وأسوأها على مصير أمتهم [1].

[1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 288.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست