responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 220
والحقيقة أن عودة بعض القوات إلى أوطانها لم تؤثر على الوضع الصليبي العام، لأن الصليبيين تلقَّوا إمدادات أخرى أرسلها البابا هونوريوس الثالث في 29صفر/16 آيار فتحددَّ نشاطهم ويبدو أن الكامل محمد علم بقدوم هذه الإمدادات، فرأى أن يقوم بهجوم على المعسكر الصليبي قبل أن تنظم هذه الإمدادات، وتبادر بشنَّ هجوم على المسلمين والواقع أن الطرفين قاما بتنفيذ عدة هجمات، لكن دون نتيجة إيجابية ويبدو أن فشل القيادة الصليبية في الاستيلاء على دمياط، بعد خمسة عشر شهراً من المحاولات والمعارك أدّى إلى تذمر القوات الصليبية وانهيار روحهم المعنوية فاتهموا القادة بالجبن والخيانة وطالبوا بشنَّ هجوم عام على المعسكر الإسلامي في فارسكور وحتى يخفَّفوا من حدة هذه التشنُّجات، اتفق الزعماء على القيام بتنفيذ هجوم عام على المسلمين، لكنهم اختلفوا في اختيار الهدف، فرأى الملك يوحنا بريين تشديد الحصار على دمياط، في حين طلب بيلاجيوس شنَّ هجوم على المعسكر الإسلامي في فارسكور، وسانده رجال الدين وبعض الفرسان، وانتصر الرأي الأخير، وشن الصليبيون هجوماً عاماً على معسكري الكامل محمد والمعظم عيسى في فارسكور في 16 جمادي الآخرة/19آب مرتكبين خطأ تكتيكياً، لأن النتيجة جاءت عكسية، إذ صُدَّ الهجوم، وفَّرت القوات الصليبية من ساحة المعركة بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الأرواح، ووقع الكثير في الأسر، وقد دعَّم هذا الانتصار موقف المسلمين، وأعاد الثقة إلى نفوسهم [1] وأراد الكامل محمد أن يستغل ذلك النصر ليستأنف ضغطه على الصليبيين لقبول عرض الصلح الخاص بالجلاء عن مصر وكان يعتقد أن الهزيمة الأخيرة سوف تدفعهم إلى تغيير موقفهم المتشَّدد، لكن عرضة قوبل بالرفض أيضاً [2]، ويبدو أنه لم ييأس، فعرض عليهم الصلح للمرة الثالثة، وقدّم لهم تنازلات سخية جداً وهي:

[1] تاريخ الأيوبيين ص 309.
[2] المصدر نفسه ص 310.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست