اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 196
- اللهم يا سامع الأصوات، ويا مجيب الدعوات، ويا مقبل العثرات ويا راحم العبرات، ويا قيام المحدثات والممكنات، أنا كنت حسن الظن بك عظيم الرجاء في رحمتك، وأنت قلت: أنا عند ظن عبدي بي وأنت قلت "أمّن يجيب المضطر إذا دعاه" وأنت قلت: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب". فهب أني ما جئت بشيء فأنت الغني الكريم، وأنا المحتاج اللئيم.
- وأعلمُ أنه ليس لي أحد سواك، ولا أحد محسناً سواك وأنا معترف بالزلة والقصور، والعيب والفتور، فلا تخيب رجائي، ولا تردّ دعائي، وأجعلني آمناً من عذابك قبل الموت، وعند الموت، وبعد الموت، وسهُل عليّ سكرات الموت، وخففَّ عني نزول الموت، ولا تضييق علي بسبب الآلام والأسقام، فأنت أرحم الراحمين.
- وأما الكتب العلمية التي ضفتها، أو استكثرت في إيراد السؤالات على المتقدمين فيها، فمن نظر في شيء منها، فإن طابت له تلك السؤالات فليذكرني في صالح دعائه على سبيل التفضل والإنعام، وإلا فليحذف القول الشيء، فإني ما أردت إلا تكثير البحت وتشحيذ الخاطر والاعتماد في الكل على الله.
- وأما المهم الثاني: وهو إصلاح أمر الأطفال والعورات فالاعتماد فيه على الله ثم على نائب الله (محمد) [1]، اللهم اجعله قرين محمد الأكبر في الدين والعلو، إلا أن السلطان الأعظم لا يمكنه أن يشتغل بإصلاح مهمات الأطفال، فرأيت الأولى أن أفوض وصاية أولادي إلى فلان، وأمرته بتقوى الله تعالى: "فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".
- قال ابن أبي أصيبعة: وسرد الوصية إلى آخرها، ثم قال: وأوصيه ثم أوصيه، ثم أوصيه بأن يبالغ في تربية ولدي "أبي بكر" فإن آثار الذكاء والفطنة ظاهرة عالية، ولعل الله تعالى يوصله إلى خير. [1] مدينة صغيرة من مدن قهستان وقيل بليدة من نواحي الري.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 196