responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 179
12 - سياسة دول المدن الإيطالية تجاه الأيوبيين: في عصر الممالك الأيوبية كانت إيطاليا تتشكل من جمهوريات مستقلة وكانت كل جمهورية منها تقوم في مدينة كبرى، مثل؛ البندقية، بيزا، جنوة، وأمالفي، ولكنها كُلها تتبع نمطاً اقتصادياً واحداً، يقوم على التجارة البحرية وقد تمكنوا جميعاً، بفضل الأساطيل المتنوعة الضخمة من أن يحَّققوا أرباحاً خيالية، وأن تصل هذه المدن إلى مستويات عالية من الثروة [1] وقد أدركت الدولة الأيوبية حاجتها لكسب التجار الإيطاليين، فلَّوحت لهم بالمكاسب، وعقدت معهم الاتفاقات على أساس الفائدة المشتركة، فتحدوا كلَّ قرارات المنع وكُل التزام ديني، ونقلوا البضائع من وإلى الموانيء الإسلامية، وخاصَّة موانيء مصر، وعلى ما يبدو، أدرك المسلمون ما للمصالح الإيطالية من أهمية في بقاء الإمارات اللاتينية وأدركوا التنافس القائم بين الجمهوريات الإيطالية وما يحدث بينهم من خلافات، وعلى هذه الأسس ركزوا اهتمامهم على التجارة الإيطالية، فمنذ أوائل عهد الدولة الأيوبية نشط التجار الإيطاليون فيها وخاصة في مصر، بعد تأمينها طريق البحر الأحمر، فموانيء الشَّام، -بمعظمها - بيد الفرنج، وما هو بيد المسلمين إمَّا مُهدَّم، أو غير آمن، فزادت موارد الدولة الأيوبية من جهة، وأضعف النشاط التجاري للفرنجة وبالتاَّلي مواردهم المالية وكان للملك العادل دور كبير في تشجيع التجارة عبر مصر، ففي سنة 608هـ/1211م، كان يجتمع في مدينة الإسكندرية وحدها ثلاثة آلاف تاجر من (الفرنج) ما عدا مُرافقيهم، ومساعديهم، وعمّالهم وبحَّارة سُفُنهم، مما شكّل حركة تجارة نشطة، كانت الدولة الأيوبية بأمس الحاجة إليها لحاجتها إلى كثير من الموادَّ المجلوبة، وللرسوم [2].

[1] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (2/ 271).
[2] المصدر نفسه (2/ 274).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست