اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 178
أ- ففي سنة 594هـ/1198م عقد الملك العادل صلحاً مع الملك عموري الثاني ملك مملكة بيت المقدس في عكا ومدة هذا الصلح ثلاث سنين وكان الفرنج قد استولوا على بيروت وجبيل، فبقيت بأيديهم واحتفظوا بها، أما العادل فقد احتفظ بمدينة يافا، وكان قد انتزعها من الفرنج، أما مدينة صيدا فقد قسمت بين الطرفين، وكانت ظروف العادل والصراع على السلطة بين القادة الأيوبيين قد أملت عليه القبول بالصلح بعد أن راسله الفرنج بذلك [1].
ب- وفي سنة 601هـ/1204م، عقد العادل مع الفرنج صلحاً وشرطوا أن تكون يافا لهم، واستنزلوه عن مناصفات اللد والرملة، فأجابهم على ذلك، وعقد الهدنة بينه وبينهم [2] والظاهر أن سبب منح هذه الامتيازات للفرنج هو ظروف الخلافات في دولته بالإضافة إلى أن حركة الفرنج كانت نشطة، سواء في أوروبا، أو في داخل الأراضي القسطنطينية بسبب قدوم جماعات فرنجية جديدة إلى عكا وبعض الإمارات الفرنجية الأخرى.
ج- وفي سنة 603هـ/1207م أبرم الملك العادل صلحاً مع بوهيمند الرابع، وكان العادل قد حاصرها وضيق عليها، فبعث إليه صاحب طرابلس يخضع له وبعث له مالاً وهدايا، وثلاثمائة أسير، ورغب في الصلح فصالحه [3].
د- وفي سنة 607هـ كانت معاهدة أخرى للملك العادل مع الفرنج، حدث في هذه السنة أن تحركت القوات الفرنجية على الساحل الفلسطيني، واجتمع في عكا أعداد كبيرة منهم، فخرج الملك العادل من دمشق، واستمرت الهدنة مدة معلومة [4] ونلاحظ أن خسارة المسلمين تكون أكثر عندما يكونون الطرف الأضعف فتملى عليهم الشروط وعندما يكونون الأقوى لا يخسرون بل يفرضون على عدوهم ما يريدونه هم ما لا يريده العدو [5]. [1] المصدر نفسه ص 63. [2] مفرج الكروب (3/ 163) الدبلوماسية الإسلامية ص 369. [3] الدبلوماسية الإسلامية ص 396. [4] مفرج الكروب (3/ 201). [5] معاهدات الصلح والسلام ص 64.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 178