اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 160
[3] - موقف أباطرة وملوك أوروبا من الحملة: أرسل البابا، بعد اختتام أعمال المؤتمر، الدعاة إلى أوروبا للدعوة للحملة، وتركز هؤلاء في فرنسا وألمانيا، كما طافوا في إنكلترا وإيرلندا، وأسكتلندا، وكان على اتصال دائم بهم للوقوف على مدى نجاحهم في هذه المهمة [1]، لكن البابا إنوسنت الثالث توفي في 28 ربيع الآخر 613هـ/16تموز 1216م قبل أن يحقَّق أعز أمنياته، وهي استرداد بيت المقدس، ولم يمضي يومان على وفاته حتى تّم انتخاب خلف له وهو البابا هونوريوس الثالث (1216 - 1227م) الذي كرّس جهده، وجهد المجتمع الغربي نحو الحرب الصليبية [2]، ورأى بأنه لابد من تهيئة المجتمع اللاتيني في الشرق، وإعداده لاستقبال الحملة المرتقبة، فأرسل الكاردينال جيمس فيتري إلى الشرق، وعيّنه أسقفا لمدينة عكا، وكلفّه الدعوة للحملة، وكتب إلى الملك يوحنا بريين يشجعه، ويؤكد له عزمه على إرسال الحملة، وأنه سوف يتمَّم العمل الذي بدأه سلفه، كما كتب إلى جميع الأساقفة ورجال الدين يحثُّهم على الاستمرار في الدعوة [3]. ومن الملاحظ أن وفاة البابا إنوسنت الثالث لم تؤثر تأثيراً بالغاً على قيام الحملة [4] وحث ملوك أوروبا على الاشتراك بالحملة، غير أنه لم يستجب إلا عدد ضئيل منهم، فقد وعد هنري الثالث ملك انكلترا بالذهاب مع الحملة، واعتذر فيليب أغسطس عن قيادة الحملة، وهو الذي أبد اهتماماً زائداً بالقضية الصليبية، وذلك بسبب انهماكه بمحاربة ما يسمى في ذلك العصر بظاهرة الهرطقة التي انتشرت آنذاك في جنوب فرنسا وفي أقصى الشمال، وعد الملك النرويجي أنجي الثاني في قيادة الحملة، لكنه توفي في أوائل عام 614هـ/ربيع عام 1217م). [1] المصدر نفسه ص 289. [2] المصدر نفسه ص 289. [3] تاريخ الأيوبيين ص 289. [4] المصدر نفسه ص 289.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 160