responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
5 - سقوط القسطنطينية وإقامة إمبراطورية لاتينية:
وقف الكسيوس الخامس موقفاً مضاداً من الصليبيين وأيدا الاتجاه الشعبي الكاره لهم، وأمام ذلك التطور اتجاه الأخيرون إلى مهاجمة القسطنطينية في عام 1204/ 602هـ والواقع؛ أن تلك العاصمة العالمية المجيدة والتي شيدت منذ القرن الرابع الميلادي احتوت على العديد من النفائس، والتحف على مدى ثمانية قرون كاملة ولذلك وجدت بها ثروات وفيرة، والعديد من الأواني الذهبية، والفضية، والكثير من الأحجار الكريمة [1]، ولا ريب في أنها كانت ذات ثراء عريض جديد بعاصمة إمبراطورية مثل الإمبراطورية البيزنطية، وقد حل بالمدينة القتل والسلب والنهب والتدمير ولدينا [2] ما كتبه مؤرخ بيزنطي معاصر هو نيكيناس خونيتاس، حيث انتحَب على مدينته ورثاها قائلاً: أيتها المدينة، يا حديث العالم، يا منار الأرض، يا حامية الكنائس ويا سيدة الإيمان، يا قلعة العلم؛ لقد تجرعت كأس غضب الله حتى الثمالة، ولقد حاق بك آتون أكثر بشاعة من ذلك الذي أصاب قديماً المدن الخمس. وفي الواقع، تم قتل العديدون من البيزنطيين واغتصبت الراهبات في الأديرة، ودخل الجنود الذين لعبت الخمر برؤوسهم كنيسة آيا صوفيا، وأحضروا إحدى العاهرات لتجلس على العرش البطريركي وجعلوها تنشد الأغاني البذيئة وترقص الرقصات الرخيصة أمام مذبح الكنيسة، واستعملت الأواني الطاهرة من أجل احتساء الخمور، ويلاحظ أن ذلك السلوك المتوحش والمتبربر استمر في مدينة قسطنطين مدة ثلاثة أيام [3]، وقد تمنى نيكتاس فونياتس أن تسقط مدينته على أيدي المسلمين لأنهم ما كانوا ليفعلوا بها ما فعل اللاتين [4].

[1] الحروب الصليبية، العلاقات بين الشرق والغرب ص 266.
[2] المصدر نفسه ص 266.
[3] ما هية الحروب الصليبية الأيديولوجية. الدوافع ص 148.
[4] الحروب الصليبية، محمد مؤنس عوض ص 267 دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية ص 256 حسنين ربيع ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست