responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
ثالثاً: التفكير في الحملة الصليبية الرابعة: فكرة إرسال هذه الحملة نبتت في قلعة تيبالد كونت شامباني في نوفمبر سنة 1199م (596هـ) عندما دار الحديث بينه وبين بعض أصدقائه انتهى باستدعاء فولك أسقف نيللي [1] وهو من دعاة الحروب الصليبية ليتحدث إلى هؤلاء الضيوف. وتمكن فولك بفصاحته أن يثير الحاضرين، الذين وعدوا بالإشتراك في الحروب الصليبية، وبعثوا برسول إلى البابا انوسنت الثالث ليعرض عليه مشروع الحملة، وليعطي القرار الصالح السليم [2]، كان البابا انوسنت الثالث قد أعرب علنا عن رغبته في الدعوة إلى حرب صليبية جديدة، فكتب في سنة 1199م إلى إيمار بطريرك بيت المقدس يطلب منه تقريراً مسهباً عن مملكة الفرنج [3]، وعن أحوال المسلمين وقوتهم في بلاد الشام ومصر ولذلك أبدى ارتياحه وترحيبه الحار لمشروع الحملة التي اقترحها كونت شامباني، وتزعم بنفسه الدعوة لقيام هذه الحملة الصليبية الرابعة وكان من أهم الأسباب التي دعت البابا انوسنت الثالث لقيام هذه الحملة، رغبته ورغبة الأوروبيين في محو العار الذي لحق بهم في الحروب الصليبية الثالثة على يد صلاح الدين الأيوبي، وذلك باسترداد بيت المقدس من أيدي المسلمين ولذلك حشدت البابوية كل إمكاناتها لتوجيه الصليبيين إلى مصر لاحتلالها، لأنها أكبر عدو للصليبيين، ولأنها مركز الثقل في العالم الإسلامي، ولن يتمكن الصليبيون من استرداد بيت المقدس طالما ظلت مصر بعيدة عن أيديهم ولكي يمهد لنجاح هذه الحملة أصدر مرسوماً يحرم على التجار الأوروبيين التعامل مع المسلمين وحرم عليهم تزويد المسلمين بكل المواد التي تعينهم على القتال المسيحيين وخصوصاً مواد الحديد والخشب وما يستعان به في الحروب [4].

[1] يعتبر فولك نيللي أكبر مبشر للبابا في فرنسا واشتهر بأنه لا يخشى الأمراء.
[2] رنسمان الحروب الصليبية (3/ 195).
[3] صلاح الدين والأيوبيون، أحمد الشامي ص 184.
[4] المصدر نفسه ص 184.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست