اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 132
9 - التحالف بين صلاح الدين والإمبراطور البيزنطي:
وفي الحملة الصليبية الثالثة كان هناك تحالفاً قد تم بين السلطان الأيوبي صلاح الدين والإمبراطور البيزنطي إسحاق الثاني انجليوس ومن المنطقي تماماً أن تسعى تلك الإمبراطورية إلى إيجاد توازن ما مع القوى الإسلامية المجاورة، فلم تكن لتقبل بانتصار ساحق للصليبين على المسلمين في بلاد الشام، على نحو يؤدي إلى زيادة قوتهم وبالتالي يواجهون تلك الإمبراطورية بشراسة أكبر، لقد أرادت بيزنطة أن تجعل كافة الأطراف تحتاجها سلمياً أو حربياً من خلال لعبة توازن القوى التي برعت فيها في أحيان عديدة وقد كشفت الحملة الصليبية الثالثة على مدى العداء الذي كنته الجيوش الصليبية لبيزنطة، فقد فكر فردريك بارباروسا في غزو القسطنطينية، كما أن ريتشارد قلب الأسد استولى على قبرص في مؤشر واضّح دال على تزايد حجم الأطماع اللاتينية في أملاك الإمبراطورية البيزنطية لقد كانت شهية الغرب في أملاكها لا تحد، ولم يعد الأمر مسألة النورمان، بل انضم لهم الألمان، والإنجليز وفي ذلك ما يعكس كيف أن الأطماع الغرب أوروبية أحاطت بيزنطة من كافة الاتجاهات الممتدة وتنامت الأطماع اللاتينية في أملاك بيزنطة وقد بدأت تلك الأطماع بالأطراف البعيدة نسبياً ثم اقتربت أكثر فأكثر حتى وصلت إلى القلب، ولا ريب في أن ميراث العداء، والكراهة تجاه تلك الإمبراطورية وكذلك الاختلافات العقائدية، ثم الفجوة الحضارية، كل ذلك صنع لنا كافة تلك التطورات المتلاحقة، فإذا أدركنا أن الإمبراطورية المذكورة وقعت في مرحلة ضعف بعد وفاة بازل الثاني 1025م/416هـ حتى عام 1081م/474هـ ثم شهدت صحوة الأسرة الكومنيئية من 1081 حتى 1180م 474 - 576هـ ومن بعدها مرت بمرحلة ضعف جديدة، أدركنا أن أوضاعها ذاتها كانت تشجع الطامعين على الانقضاض عليها ([1])، [1] الحروب الصليبية بين الشرق والغرب ص 261 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 132