اسم الکتاب : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا - ت عبد الرحيم الطرهوني المؤلف : الأُشموني، المقرئ الجزء : 1 صفحة : 281
المقبل، فوسوس إليهم الشيطان، وقال لهم: إنَّ الله لم ينهكم عن الاصطياد، وإنَّما نهاكم عن الأكل، فاصطادوا، وقيل: قال لهم: إنَّما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضًا على ساحل البحر، فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك، ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا، فمسخ الله: شبانهم قردة، ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام، ثم هلكوا، ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدًا [1]، وأما من قال: إنَّ الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب؛ لأنَّ التشبيه من تمام الكلام -فالوقف على كذلك، قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرعًا لأمنها، ولا تأتيهم في غيره، إلَّا أن يطلبوها، فقوله: «كذلك»، أي: تأتيهم شرعًا، وهنا تم الكلام، «ونبلوهم» مستأنف، ومحل الكاف نصب بالإتيان على الحال، أي: لا نأتي مثل ذلك الإتيان، أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على «كذلك» حسن فيهما، أو تام [2].
{يَفْسُقُونَ (163)} [163] كاف، إن علق «إذ» باذكر مقدرًا مفعولًا به.
{قَوْمًا} [164] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة لقوله: «قومًا»، كأنَّه قال: لم تعظون قومًا مهلكين؟
{عَذَابًا شَدِيدًا} [164] حسن.
{يَتَّقُونَ (164)} [164] كاف، إن رفع «معذرة» على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: قالوا: موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم [3]: «معذرةً» بالنصب بفعل مقدر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول؛ لأنَّ المعذرة تتضمن كلامًا، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بعد القول نصب المفعول به، كقلت: قصيدة وشعرًا.
{يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [165] جائز.
{يَفْسُقُونَ (165)} [165] كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر «عما» فهو بغير نون بعد العين إلَّا هنا في قوله: {عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} [166] فهو بنون، كما ترى.
{خَاسِئِينَ (166)} [166] حسن، وقيل: كاف. [1] انظر: تفسير الطبري (2/ 168: 171 - 13/ 196:176)، بتحقيق شاكر –مؤسسة الرسالة، وتفسير ابن كثير (1/ 288 - 3/ 493: 496)، بتحقيق سامي سلامة –دار طيبة، وتفسير القرطبي (7/ 304: 306). [2] انظر: تفسير الطبري (13/ 179)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. [3] وقرأ الباقون بالرفع. وجه من قرأ بالنصب؛ فعلى أنه مفعول من أجله، أي: وعظناهم لأجل المعذرة. وقرأ الباقون: بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: موعظتنا معذرة، أو هذه معذرة. انظر هذه القراءة في: اتحاف الفضلاء (ص: 232)، الإعراب للنحاس (1/ 645)، الإملاء للعكبري (1/ 166)، البحر المحيط (4/ 412)، التيسير (ص: 114)، تفسير الطبري (13/ 185)، تفسير القرطبي (7/ 307)، المعاني للفراء (1/ 3989، الكشف للقيسي (1/ 481)، النشر (2/ 372).
اسم الکتاب : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا - ت عبد الرحيم الطرهوني المؤلف : الأُشموني، المقرئ الجزء : 1 صفحة : 281