اسم الکتاب : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد المؤلف : الأُشموني، المقرئ الجزء : 1 صفحة : 296
ليس بمراد له تعالى. إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب، إذ هم مكلفون بالإيمان نظرا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرا وإن كانوا عاجزين عنه باطنا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون، إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا
كان وجود الإيمان ممتنعا فلا تتعلق الإرادة به لأنها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد بِالْفَحْشاءِ أحسن مما قبله. وقال نافع: تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: بالقسط كُلِّ مَسْجِدٍ جائز، ومثله: له الدين على أن الكاف في محل نصب نعت المصدر محذوف تقديره تعودون عودا مثل ما بدأكم، وتامّ إن نصب فريقا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعل تعودون، أي: تعودون فريقا مهديا، وفريقا حاقا عليه الضلالة. والوقف حينئذ على الضلالة. ويدل لهذا ما في مصحف أبيّ بن كعب: كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى. وفريق حق عليهم الضلالة، فنصب فريقا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلّ فريقا، فهو من باب الاشتغال، وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أن السحرة كانوا كفارا. ثم ختم لهم بالسعادة، وأن إبليس كان مع الملائكة مؤمنا ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون، قاله النكزاوي الضَّلالَةُ حسن مِنْ
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِها حسن بِالْفَحْشاءِ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ بِالْقِسْطِ كاف كُلِّ مَسْجِدٍ صالح تَعُودُونَ حسن، وكذا: الضلالة مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ وَاشْرَبُوا كاف، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف عند بعضهم على قراءة رفع: خالصة، وليس بوقف على قراءة نصبها يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِقَوْمٍ
اسم الکتاب : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد المؤلف : الأُشموني، المقرئ الجزء : 1 صفحة : 296