اسم الکتاب : إخبار العلماء بأخبار الحكماء المؤلف : القفطي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 196
فلوطرخس كَانَ فيلسوفاً مذكوراً فِي عصره يعلم جزءاً متوفراً من هَذَا الشأن وَلَهُ تصانيف مذكورة بَيْنَ فرق الحكماء منها. كتاب الآراء الطبيعية يحتوي عَلَى آراء الفلاسفة فِي الأمور الطبيعية خمس مقالات. كتاب الغضب. كتاب فيما دل عَلَيْهِ مدارة العدو والانتفاع بِهِ. كتاب الرياضة نقله قسطاً مقالة. كتاب فِي النفس مقالة.
فلوطرخس آخر غير الأول كَانَ فيلسوفاً فِي وقته مصنفاً متفنناً صنف كتاب الأنهار وخواصها وَمَا فِيهَا من العجائب والجبال وغير ذَلِكَ.
فلوطين هَذَا الرجل كَانَ حكيماً مقيماً ببلاد يونان لَهُ ذكر وشرح شيئاً من كتب أرسطوطاليس وذكره المترجمون فِي هَذَا النوع فِي جملة الشارحين لكتبه وخرج شيء من تصانيفه من الرومي إِلَى السرياني ولا أعلم أن شيئاً منها خرج إِلَى العربي والله أعلم.
فيثاغورس الفيلسوف المشهور المذكور من فلاسفة يونان وحكمائهم كَانَ بعد أبيذقلس الحكيم زمان وأخذ الحكمة عن أصحاب سليمان بن داود النبي بمصر حين دخلوا إليها من بلاد الشام وَقَدْ كَانَ أخذ الهندسة قبلهم عن المضربين ثُمَّ رجع إِلَى بلاد يونان فأدخل إليهم علم الهندسة وَلَمْ يكونوا يعلمونها قبل ذَلِكَ وأخل إليهم علم الطبيعة أيضاً وعلم الدين واستخرج بذكائه علم الألحان وتأليف النغم وأوقعها تَحْتَ النسب العددية وادعى أنه استفاد ذَلِكَ من مشكاة النبوة وَلَهُ فِي نضد العالم وترتيبه عَلَى خواص العدد ومراتبه رموز عجيبة وأغراض بعيدة وَلَهُ فِي شأن المعاد مذاهب قارب فِيهَا أبيذقلس من أن عالماً فَوْقَ عالم الطبيعة روحانياً نورانياً لا يدرك العقل حسنه وبهاءه وأن الأنفس الزكية تحتاج إِلَيْهِ وأن كل إنسان أحسن تقويمه بالتبرؤ من العجب والتجبر والرياء والحسد وغيرها من الشهوات الجسدانية فقد صار أهلاً أن يلحق بالعالم الروحاني ويطلع عَلَى مَا شاع من جواهره من الحكمة الإلهية وأن الأشياء الملذة للنفس تأتيه حشداً إرسالاً كالألحان الموسيقية الآتية إِلَى حاسة السمع فلا يحتاج إِلَى أن يتكلف لَهَا طلباً ولفيثاغورس تآليف شريفة فِي الارتماطيقي والموسيقى وغير ذَلِكَ ومن تلاميذه المعروفين بِهِ حَتَّى نسب إِلَيْهِ طلباً لا زماناً فإن فيثاغورس قديم نيقورماخس أبو الفضل أرسطوطاليس وأخذ عنه علم العدد والنغم واشتهر
اسم الکتاب : إخبار العلماء بأخبار الحكماء المؤلف : القفطي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 196