المطلب الثاني: احتسابه على الغناء:
مدخل
...
المطلب الثاني: احتسابه على الغناء:
ومما احتسب عليه الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في باب الآداب الغناء بنوعيه (المصاحب للمعازف والمجرَّد عنها) .
ويدل على تحريم الغناء قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [1].
قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} : (هو والله الغناء) ا. هـ[2]. [1] سورة لقمان الآية 6. [2] تفسير القرآن العظيم 6/333.
الفرع الأول: احتسابه على الغناء المصاحب للمعازف:
جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلّون الحِرَ[1] والحرير والخمر والمعازف ولينزِلنّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ يروح عليهم بسارحةٍ لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً فيُبَيِّتُهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" [2].
فدلّ الحديث على تحريم الأمور الواردة فيه ومنها المعازف وهي آلات الغناء، واستحلال أقوام لها مما استوجب نزول العقوبة بهم.
وقد استخدم الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أعلى درجات [1] الحِرَ: بتخفيف الرا: الفرج. (النهاية في غريب الحديث والأثر 1/366 مادة: [حرر] ) ، والمعنى: يستحلّون الزنا (فتح الباري شرح صحيح البخاري 10/55) . [2] أخرجه البخاري في صحيح ك: الأشربة ب: ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه 7/138.