محمد[1] معرفة التوحيد وعلم ما فيه من المصالح الدينية والدنيوية قال له: يا شيخ إنَّ هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه، وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به والجهاد ولمن خالف التوحيد ولكن أريد أن أشترط عليك ... نحن إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترتحل عنّا وتستبدل بنا غيرنا ... فقال الشيخ: ... فابسط يدك، الدم بالدم، والهدم بالهدم[2] ... ثم إن محمداً بسط يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله والجهاد في سبيل الله. وإقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) [3] ا. هـ.
وهكذا جمع الله لدعوة التوحيد ببن سيف مؤمن يجاهد في سبيلها هو سيف الأمير الإمام محمد بن سعود، وبين قلب مؤمن يغذيها ويُعدُّ لها المجاهدين المؤمنين الذي نذروا أنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله هو قلب الإمام محمد بن عبد الوهاب[4].
فاتحدت دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بقيادة الأمير الإمام محمد ابن سعود وحدة لا تقبل التجزئة، وحدة قوامها التوحيد حتى أصبحت الدعوة لإقامة الدين الصحيح والحكم بشريعة الله أساس نظامها[5].
وحدة تهدف إلى إيجاد المناخ المناسب لانتشار دعوة التوحيد وإقامة دولة [1] يقصد الإمام الأمير محمد بن سعود رحمه الله. [2] هذه العبارة في الأصل مثلٌ من أمثال العرب معناه: أبايعك على أنَّ دمي في دمك وهدمي في هدمك، أي دمي دمك، وهدمي هدمك، ويضرب عند استجلاب منفعة للوفاق والاتحاد. (انظر مجمع الأمثال 1/339) . [3] عنوان المجد تاريخ نجد 1/12. [4] انظر معجزة فوق الرمال ص 21. [5] انظر محمد بن عبد الوهاب أو انتصار المنهج السلفي ص 161 لعبد الحليم الجندي- ن وط/ دار المعارف- القاهرة.