من العقرب. وإنَّك نهيت عن الرقى، قال فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" [1].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يُسترقى من العين" [2].
وعن عوف بن مالك الاشجعي[3] قال: كُنّا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" [4].
ثانياً: الرقى غير الشرعية:
دلَّ حديث عبد الله بن مسعود المتقدم[5] على النوع الثاني من الرقى وهو الرقى الشركية، والتي لا تخلو من الشرك وهي الرقى التي يستعان فيها بغير الله من دعاء غير الله والاستغاثة والاستعاذة به[6] ويستخدمها المعزمون والدجالون والعرّافون والمشعوذون[7].
قال الإمام البغوي رحمه الله: (.. المنهي من الرقى ما كان فيه شرك، أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يُدرى ما [1] أخرجه مسلم في صحيحه- ك: السلام- ب: استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة- 4/1726. [2] أخرجه البخاري في صحيحه- ك: الطب- ب: رقية العين- 7/171. [3] عوف بن مالك الأشجعي: صحابي حمل راية قومه يوم الفتح، مات سنة (73 هـ) . (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة 2/101 ت: 4311 بتصرف) . [4] أخرجه مسلم في صحيحه- ك: السلام- ب: لا بأس بالرقى ما لم يكن شركاً ح: 64- 4/1727. [5] راجع ص (341) من هذا البحث. [6] انظر كتاب التوحيد ص 49 للدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان- مطابع الحميضي. [7] انظر فتح المغيث في السحر والحسد ومس إبليس ص 184 لأبي عبيدة ماهر بن صالح آل مبارك- ن دار علوم السنة- الرياض ط/1 (1415هـ-1995م) .