ولما شاع بين الناس إتيان السحرة والكهان الذين يزعمون أنَّ كشفهم عن المُغيَّب من الكرامات! قام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالاحتساب على أولئك الدجالين قائلاً:
[ما يفعله كثير من أتباع إبليس وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ممن ينتسب إلى الفقر[1] وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ويشبهونها بمعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله حتى إنَّ بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم أنَّه من العلم الموروث عن الأنبياء من علم الأسماء وهو من الجبت والطاغوت] [2].
ووصف رحمه الله هذه الأفعال بأنَّها تشبُّه بأهل الجاهلية فقال رحمه الله:
[وهذه الخصلة الجاهلية موجودة اليوم في كثير من الناس، لاسيما من انتسب إلى الصالحين وهو عنهم بمراحل، فيتعاطى الأعمال السحرية من إمساك الحيات وضرب السلاح والدخول في النيران وغير ذلك مما وردت الشريعة بإبطاله، فأعرضوا ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا ما ألقاه إليهم شياطينهم وادعوا أنَّ ذلك من الكرامات مع أنَّ الكرامة لا تصدر عن فاسق، ومن يتعاطى تلك الأعمال فسقهم ظاهر للعيان] [3] ا. هـ.
هكذا احتسب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على السحر [1] الفقر في اصطلاح كثير من الناس عبارة عن طريق الزهد وهو من جنس التصوف، فإذا قيل: هذا فيه فقر، أو ما فيه فقر لم يرد به عدم المال، ولكن يراد به ما يراد باسم الصوفي: (الصوفية والفقراء ص 27 لشيخ الإمام ابن تيمية- ن، ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) . [2] الرسائل الشخصية- الرسالة السابعة والثلاثون ص266، والدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/41. [3] مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية ص 30.