القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة تعبه فيها ونصبه, إذ لم يجرد موالاته ومعاداته, ومحبته وبغضه, وانتصاره وإيثاره لله ورسوله, فأبطل الله عز وجل ذلك العمل كله وقطع تلك الأسباب, فينقطع يوم القيامة كل سبب وصله ووسيلة ومودة وموالاة كانت لغير الله تعالى1.
وقد حذر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من مغبة معاداة التوحيد وأهله وموالاة الشرك وأهله قائلا:
"وأنا أنصحكم لله وانخاكم 2 لا تضيعوا حظكم من الله, وتحبون دين النصارى على دين نبيكم فما ظنكم بمن واجه الله وهو يعلم من قلبه أنه عرف التوحيد دينه ودين رسوله وهو يبغضه ويبغض من اتبعه, ويعرف أن دعوة غيره هو الشرك, ويحبه ويحب من اتبعه أتظنون أن الله يغفر لهذا"3اهـ.
فليت شعري لو أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله موجود بين ظهرانينا تراه ماذا سيقول عن أعياد الميلاد, ورأس السنة, والكنائس المشيدة في بعض البلاد الإسلامية الأخرى, والأضرحة التي يطاف حولها ويدعى أصحابها جهارا في تلك البلاد؟ فإلى الله المشتكى.
1- انظر الرسالة التبوكية ص 51 تأليف الإمام ابن قيم الجوزية, مراجعة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح- ن قصي محب الدين الخطيب – ط/3"1396هـ".
2- سبقت الإشارة إلى معناها ص "219"هـ"3".
3- الرسائل الشخصية- الرسالة التاسعة والعشرون ص 197, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/61.