وجلب الفوائد إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله"1.
وقال أيضا رحمه الله منكرا لتلك الصور الشركية: " فصار ناس من الضالين يدعون ناسا من الصالحين في الشدة والرخاء مثل عبد القادر الجيلاني2 وأحمد البدوي3 وعدي بن مسافر4, وأمثالهم من أهل العبادة والصلاح فأنكر عليهم أهل العلم5 غاية الإنكار وزجرهم عن ذلك, وحذرهم غاية التحذير والإنذار من جميع المذاهب الأربعة في سائر الأقطار والأمصار"6.
ويضيف رحمه الله مبينا خطورة شرك عبادة القبور فيقول: "فإن الشرك بقبر الذي يعتقد نبوته أو صلاحه أعظم من الشرك بخشبة أو حجر على تمثاله, لهذا تجد قوما كثيرا يتضرعون عندها, ويتعبدون بقلوبهم عبادة لا يعبدونها في المسجد ولا في السحر فهذه المفسدة هي التي حسم النبي صلى الله عليه وسلم مادتها حين نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقا"7.
1-الرسائل الشخصية- الرسالة السابعة عشرة ص111, والدرر السنية في الأجوبة النجدية1/57.
2-هو أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جكني دوست الجيلي أو الجيلاني الحنبلي- من نسبت إليه بعد وفاته الطريقة القادرية المبتدعة- ولد بجيلان سنة "1471هـ" وقدم بغداد شابا فتفقه على بعض الشيوخ, توفي فيها سنة "561هـ". " سير أعلام النبلاء 20/349والأعلام 4/47" كلاهما بتصرف.
3-تقدمت ترجمته في ص "52" هـ "5".
4-عدي بن مسافر بن إسماعيل الهكاري, من ذرية مروان بن الحكم الأموي, من شيوخ المتصوفين, ينتسب إليه الطريقة العدوية, ولد في بعلبك عام 467 هـ وجاور بالمدينة أربع سنوات, وبنى زاوية في جبل الهكارية " بالموصل" فانقطع للعبادة وتوفي ودفن بها عام 557هـ وانتشرت طريقته في أهل السواد والجبال, وغالى أتباعه " العدوية" في اعتقادهم فيه, وأحرق قبره "سنة817هـ" فاجتمع " العدوة" عليه واتخذوه قبلة لهم! الأعلام 4/221 بتصرف.
5-للاستزادة في معرفة كلام أهل العلم بهذا الصدد يراجع مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 1/346.
6-الرسائل الشخصية- الرسالة الحادية عشرة ص 65, والدرر السنية في الأجوبة النجدية8/54.
7-المسائل التي لخصها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من فتاوى ابن تيمية ص 102- ن دار عالم الكتب- الرياض ط/1" 1408هـ-1988م".