ففي الآية دلالة على إحباط عمل وخسران من صرف العبادة لغيرالله.
ولقد عم هذا البلاد وطمّ مما حدا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى أن يحمل لواء الحسبة قائلا: الذي ننهى عنه في الحرمين والبصرة والحسا هو الشرك بالله"1, الذي يناقض كلمة لا إله إلا الله.
وقال رحمه الله مفصلا في الأمر والنهي:"فإن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلينا على حين فترة من الرسل فهدى الله به إلى الدين الكامل والشرع التام وأعظم ذلك وأكبره, وزيدته هو إخلاص الدين الله بعبادته وحده لا شريك والنهي عن الشرك وهو أن لا يدعى أحد من دونه من الملائكة والنبيين فضلا عن غيرهم, فمن ذلك أنه لا يسجد إلا لله ولا يركع إلا له ولا يدعى لكشف الضر إلا هو ولا لجلب الخير إلا هو ولا ينذر إلا له ولا يحلف إلا به ولا يذبح إلا له وجميع العبادات لا تصلح إلا له وحده لا شريك له, وهذا معنى قول لا إله الله فإن المألوه هو المقصود المعتمد عليه وهذا أمر هين عند من لا يعرفه كبير عظيم عند من عرفه, فمن عرف هذه المسألة عرف أن أكثر الخلق قد لعب بهم الشيطان وزين لهم الشرك بالله وأخرجه في قالب حب الصالحين وتعظيمهم"2.
كما قال رحمه الله: "فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسماوات, وكذلك التقرب إليهم بالنذور وذبح القربان والاستعانة بهم في كشف الشدائد
1-الرسائل الشخصية- الرسالة الحادية والثلاثون ص 204, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 8/81.
2- الرسائل الشخصية- الرسالة التاسعة عشرةص124, السنية في الأجوبة النجدية 1/21.