ولا يعرف الفرق بين أبي بكر الصديق وبين مسيلمة الكذاب, أما علم أن مسيلمة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلي ويصوم, أما علم أن غلاة الرافضة الذين أحرقهم علي يقولونها وكذلك الذين يقذفون عائشة ويكذبون القرآن, وكذلك الذين يزعمون أن جبريل غلط وغير هؤلاء ممن أجمع أهل العلم على كفرهم منهم من ينتسب إلى الإسلام ومنهم من لا ينتسب إليه كاليهود وكلهم يقولون لا إله إلا الله وهذا بين عند من له أقل معرفة بالإسلام من أن يحتاج إلى بيان, وإذا كان المشركون لا يقولونها فما معنى باب حكم المرتد الذي ذكره الفقهاء من كل مذهب؟ هل الذين ذكروهم الفقهاء وجعلوهم مرتدين لا يقولونها هذا الذي ذكر أهل العلم أنهم أكفر من اليهود والنصارى, وقال بعضهم من شك في كفر أتباعه فهو كافر وذكرهم في "الإقناع" في باب حكم المرتد وإمامهم ابن عربي, أيظنهم لا يقولون لا إله إلا الله 1.
1- الرسائل الشخصية - الرسالة العشرون ص 136، والدرر السنية في الأجوبة النجدية 2/23. الفرع الرابع: نواقض لا إله إلا الله:
إن صرف أي نوع من أنواع العبادة وهي الدعاء, النذر, الذبح, الخوف, الرجاء, التوكل, المحبة, الاستغاثة, الاستعانة الاستعاذة..الخ لغير الله يناقض كلمة لا إله الله لأن كلمة لا إله إلا الله تنفي العبودية عن غير الله تعالى وتثبتها له وحده لا شريك له.
بينما صرف أي نوع من أنواع العبادة ينفيها عن الله تعالى ويثبتها لمن صرفت له من المعبودات من دون الله وهو الشرك بعينه الذي قال فيه عز وجل: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 1.
1-جزء من الآية 65 من سورة الزمر.