عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب من فضيخ1 زهو وتمر فجاءهم آت فقال: إن الخمر قد حرمت, فقال أبو طلحة: قم يا أنس فأهرقها فأهرقتها"2.
هكذا الإيمان حينما تتشربه القلوب الصافية يجعل المبادرة إلى تغيير المنكر باليد فورية لا تحتمل التسويف والتأخير.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المربد3 فخرجت معه فكنت عن يمينه وأقبل أبو بكر فتأخرت له فكان عن يمينه وكنت عن يساره ثم أقبل عمر رضي الله عنه فتنحيت له, فكان عن يساره, فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المربد, فإذا بأزقاق4 على المربد فيها الخمر, قال ابن عمر رضي الله عنه: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدية5, قال: وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق فشقت, ثم قال لعنت الخمر وشاربها, وساقيها, بائعها, ومبتاعها,
1-في النهاية فيغريب الحديث والثر: هو شارب متخذ من البسر المفضوح: أي المشدوخ 3/453 مادة " فضخ", وهو ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار: غريب الحديث 2/177 لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي- ن دار الكتاب العربي- بيروت –ط/1 مطبعة إدارة المعارف العثمانية بحيدر آباد " سنة 1384هـ-1965م" والمربد: اسم لموضع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. " المغانم المطابة في معالم طابة ص 375".
2-أخرجه البخاري في صحيحه- ك- الأشربة- ب نزل تحريم الخمر وهي من البسر واتلمر – 7/136.
3-المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم وبه سمى مربد المدينة والبصرة, وهو بكسر الميم وفتح الباء من ربد بالمكان إذا أقام فيه, وربد إذا حبسه. " النهاية في غريب الحديث والأثر 2/182 مادة: "ربد" والمربد: اسم لموضع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. " المغانم المطابة في معالم طابة ص 375".
4-جمع زق والزق: بالكسر السقاء ينقل فيه الماء أو جلد يجز شعره ولا ينتف نتف الأديم, وقيل الزق من الأهب: كل وعاء اتخذ للشراب وغيره: تاج العروس 6/371 فصل الزاي, من باب القاف, مادة: زق – ط مطابع دار صادر- بيروت عام "1386هـ-1966م".
5-المدية: بالضم: الشفرة, الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية 6/2490 مادة: مدى.