استدل بحديث: "اطلبوا العلم ولو من الصين" 1 قائلا:
"جزمك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلبوا العلم ولو في الصين: فلا ينبغي أن يجزم الإنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا يعلم صحته, وهو من القول بلا علم, فلو أنك قلت روي, أو ذكر فلان, أو ذكر في الكتاب الفلاني لكان هذا مناسبا, أما الجزم بالأحاديث التي لا تصح فلا يجوز, فتفطن لهذه المسألة فما أكثر من يقع فيها"2.
وبالجملة فإنه لا بد للآمر بالمعروف والناهي عن املنكر أن يطلب العلم ويلحق بركاب العلماء حتى يجد النور ساطعا في كل فج يسلكه, وحتى يعضد أمره ونهيه بالأدلة الشرعية مما يجعل الحجة معه ومن ثم يكون لأمره ونهيه تأثير في المجتمع3 بإذن الله.
وتمام العلم العمل به فلا قيمة للعلم بلا عمل ولا قيمة للعمل بدون علم.
1أورده ابن عبد البر عن أنس بن مالك بلفظ: " ... ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم" في جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله ص 27, الخطيب البغدادي في الرحلة في لطلب الحديث ص 72, حققه وعلق عليه نور الدين عتر- ن دار الكتب العلمية- بيروت ط/1"1395هـ-1975م", وذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1/215, ضبط وتقديم وتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان – ن محمد عبد المحسن صاحب المكتبة لسلفية بالمدينة المنورة ط/1"1386هـ", والسيوطي في الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/193, وضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ص 86-ح:125, دراسة وتحقيق محمد عثمان الخشت- ن دار الكتاب العربي- بيروت- لبنان- ط/2"1414هـ-1994م", وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 272 وقال: إن لفظه مشهور وأسانيده ضعيفة, بتحقيق العلامة عبد الرحمن ابن يحيى المعلمي اليماني- ن المكتب الإسلامي- بيروت- دمشق ط/3"1402هـ" بيروت.
2-الرسائل الشخصية- الرسالة الثانية ص 18, والدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/68.
3-صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ص 36: الدكتور عبد العزيز بن أحمد المسعود- ن دار الوطن- الرياض- ط/1"1414هـ".