لأقصر طريق1, بإذن الله.
ثالثا: من لوازم الاحتساب أيضا أن يتعلم المحتسب كيفية الاحتساب, وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في حديثه عن الرفق في الأمر الآنف الذكر2, كما يتعلم مواقع الحسبة وحدودها ومجالاتها وموانعها ليقتصر على حد الشرع فيها3, فإن إلمامه بالمحيط والظروف والأوضاع الفكرية والاجتماعية التي تحيط بمجال عمله, يمكنه من ممارسته عملية التغير وانتهاج الأسلوب والطريقة المناسبة4, وأهم ما على المحتسب معرفته قبيل احتسابه حال المحتسب عليه "المأمور والمنهي"5.
ومما تجدر الإشارة إليه أن على المحتسب التثبت في الرواية فلا يروي حديثا إلا وقد ثبت لديه صحة نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يتخبط في احتسابه من حيث لا يشعر فيأمر بخلاف السنة أو ينهى عن بعضها والعياذ بالله.
ولقد احتسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب على محمد بن عباد6 لما
1-انظر مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن املنكر ص 71 تألأيف: فاروق عبد المجيد حمود السمارائي- ن دار الوفاء جدة- ط/ مطابع دار المطبوعات الحديثة بجدة.
2-راجع ص 143 من هذا المطلب.
3-انظر الحسبة والمحتسب في الإسلام ص 79- نصوص جمعها وقدم لها الدكتور نقولا زيادة- ن المطبعة الكاثوليكية بيروت –ط/"1963م".
4-انظر الأمر بالمعروف والنهي عن النكر ص 44: لجنة التألأيف –ن مؤسسة البلاغ- خواندنيها- ط/1"1405هـ-1985م".
5-انظر: الحسبة في الإسلام ص 83, وانظر: مجموع الفتاوى 28/136.
6-هو: محمد بن عباد الدوسري من آل عوسج, ولد في بلدة البير- إحدى قرى المحمل- نشأ فيها ثم انتقل إلى الحوطة سدير, عين قاضيا لبلدة ثرمدا وجلس في القضاء وحتى توفي سنة "1175هـ" "علماء نجد خلال ستة 3/812-813 باختصار".