المطلب الثاني: العلم والعمل:
العلم بعد الإخلاص أهم ما ينبغي على المحتسب أن يتزود به, فهو المصباح الذي يضيء الطريق لحامله فيبصر من خلال ضوئه طريق الخير وطريق الشر.
قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [1].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بين الحق والباطل, والمؤمنون بالله ورسوله أن ما أوحيناه إليك هو الحق من ربك"[2]اهـ.
وليس العلم غاية في حد ذاته إنما هو وسيلة مثلى للغاية الحقيقية من خلق الإنسان وهي عبادة الله عز وجل, فالعلم يورث الإيمان والإخبات والخضوع كما في الآية السابقة ويروث الخشية في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [3] لذلك وجب طلب ذلك العلم.
قال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" [4].
1-سورة الحج آية 54.
2-تفسير القرآن العظيم 5/442.
3-جزء من الآية 28 من سورة فاطر.
4-أخرجه ابن ماجة فب سننه في حديث أنس رضي الله عنه بزيادة: "..وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر والؤلؤ والذهب" مقدمة ب: فضل العلماء والحث على طلب العلم ح: 224"1/81", وأورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله ص 266- ن دار زمزم- الرياض, والمنذري في الترغيب والترهيب من الحديث الشريف 1/96- ن دار إحياء التراث العربي- بيروت ط/3"1388هـ-1968م", حسنه العجلوني في كشف الخفاء2/44 كما حسنه شعيب الأرنؤوط وزهير الشاويش في تخريجهما لشرح السنة للبغوي 1/290هـ (1) , ن المكتب الإسلامي –ط/1"1390هـ-1971م", بينما صححه الأباني قائلا: صحيح دون قوله: "وواضع العلم...." إلخ, فإنه ضعيف جدا:=