وبعد أن أدركنا أهمية طلب العلم الشرعي بوجه عام ننتقل إلى خصوصة ذلك بالنسبة للمحتسب, وهو ما أكد عليه الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله حيث قال في رسالته التي كتبها إلى أحمد بن محمد بن سويلم1 وثنيان بن سعود2.
" الإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة, فأول درجات الإنكار معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله"3.
ويتأكد وجوب الطلب لمن يتربص به الخصوم قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
"وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} 4 فإذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله لابد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج كما قال تعالى: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... الآية} 5 فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير ذلك لك سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين"6.
= "صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند 1/44ح: 183", وانظر صحيح الترغيب والترهيب 1/34 ح: 70 "للحافظ المنذري" اختيار وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني- ن المكتب الإسلامي- ط/1- بيروت "1402هـ-1982م", وصحيح الجامع الصغير وزيادته 3/10 ح: 3808.
1-لم أجد له ترحمة.
2-لم أجد له ترجمة.
3-الرسائل الشخصية- الحادي والأربعون ص 284, الدرر السنية في الأجوبة النجدية 7/26.
4-جزء من الآية 83 من سورة غافر.
5- سورة الأعراف آية 86.
6- الرسائل الشخصية- الرسالة الثانية والعشرون ص156, والدرر السنية في الأجوبة النجدية1/50.