رياء ولا سمعة, ويجتنب في رياسته منافسة الخلق, ومفاخرة أبناء الجنس1, وعليه أن يتجرد من حظوظ النفس الأمارة بالسوء من طلب الشهرة وطلب المنزلة في قلوب العامة أو الطمع في تحصيل وظيفة دنيوية, أو شيء من حطام الدنيا الفانيسة أو أن يظهر فضله في دينه أو علمه أو عمله أو عقله على من يأمره وينهاه, ونحو ذلك مما يزينه الشيطان ويكيد به الإنسان ليبطل عمله ويفسد سعيه2 لينشر الله تعالى عليه رداء القبول علم التوفيق, ويقذف له في القلوب مهابة وجلالا ومبادرة إلى قبول قوله بالسمع والطاعة3.
وقد نبه الإمام محمد بن عبد الوهاب على أهمية الإخلاص فقال رحمه الله في المسألة الثانية من مسائل باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله:
"التنبيه على الإخلاص: لأن كثيرا لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه"4.
وأبرز ما يدل على يده5 فإن الآمر بالمعروف إذا لم يفطن لهذا الجانب فإنه على خطر عظيم لأن الشيطان حريص على أن يفسد عليه عمله6.
1-انظر: نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 7.
2-انظر تذكرة أولي الغير بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 27: الشيخ عبد الله بن صالح القصير- ن دار العاصمة –ط/1- ذو القعدة 1411هـ.
3- نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 7.
4- مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب –القسم الأول- العقيدة والآداب الإسلامية كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ص 21.
5-انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص28: عبد المعز عبد الستار حكيم- ن المكتب الإسلامي- ط/2"1402هـ-1982م", وحول هذا الموضوع كلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه الله فليراجع في كتابه الفوائد ص 195- ندار النفائس- بيروت- ط/1"1399هـ-1979".
6-انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في حفظ الأمة 1/259: تأليف الدكتور عبد العزيز بن أحمد المسعود –ط/2"1415هـ-1994م" طبعة خاصة بالمؤلف طبع بعناية مكتبة التوعية الإسلامية.