كان يفزع إليه سكان الساحل الإفريقي عند الشدائد، وهرع الناس زرافات ووحدانًا من سائر الساحل وقراه لحضور الجنازة، ودفن بعد الظهر في حفل رهيب قَلَّمَا تَأَتَّى لعالم في عصره، وأقيم بعد قليل على قبره ضريح بسيط مسامت للبحر، ودام هذا البناء إلى أواخر القرن الثاني عشر للهجرة.
وفي تلك الأثناء كانت أمواج البحر تغور باستمرار على الشاطئ إلى أن اقتربت جِدًّا من الضريح، وخشي [أولو] الفضل من العلماء على القبر من غمرات الموج فاتفقوا على نقله - مع غيره - إلى مكان ليس بالبعيد من الأول، فنقل رفاته - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ليلة الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 1176 هـ (9 يونية 1763 م) إلى المقام المشهور به الآن في مقبرة المنستير تحت ظل المحرس الكبير.
وكان الآمر بهذه النقلة وببناء الضريح الحالي هو أمير عصره علي باي الثاني بن حسين بن علي مؤسس الأسرة الحسينية وقد نقشت العبارة التالية على حجر رخامي نصب في مدخل التربة فوق باب المقام: