كان حقيقًا أن يخدم ولكن بعد صحة القصد والنيات في اتباع حدود الشريعة، ونأمر بالتنكير عمن لَجَّ في ذلك واتخذه معاشًا، كما قيل لبعض الصوفية: «أَتَبِعُنِي مُرَقَّعَتَكَ؟ فَقَالَ: " هَلْ رَأَيْتُمْ صَيَّادًا يَبِيعُ شَبَكَتَهُ!!».
فأصحاب هذه الشباك ينبغي أن يتحفظ منهم، وينفر الناس عنهم وحسب العاقل أن يسلك مسالك من قد مضى «وَمَنْ مَضَى أَعْلَمُ مِمَّنْ بَقِيَ» كما قال مالك - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -. والله سبحانه ولي التوفيق [1].
فانظر - يا رعاك اللهُ - إلى حصافة آراء إمامنا الفذ وإلى أسلوبه الحكيم في التقرير والاستنتاج المرتكز على فهم مقاصد الشريعة وأصول السنة السمحة، وانظر أيضًا إلى غيرته على سلامة المعتقد من غوائل البدع وشوائب التدجيل، حتى إنه ليخيل إليك بعد الاطلاع على جوابه أنه حرره وهو يشاهد العصر الحاضر الذي كثرت فيه المخارق والألاعيب بمبادئ الدين [1] من ك " المعيار " للونشريسي - خط بمكتبتي وص 243 من طبعة فاس الحجرية، جزء 12.