يصح في العقل أن يكون قد أخذ عنه، والذي تحقق لنا بعد المراجعة والتمحيص أن البرجيني قرأ على الشيخ أبي يحيى بن الحداد المهدوي، فبذلك تصح الرواية ويتسق التاريخ.
وكان البرجيني على جانب من التقوى، وهو الذي لحد صديقه الشيخ خلف بن يحيى التميمي المشهور بأبي سعيد الباجي دفين جبل المنار المتسمى اليوم باسمه، وذلك سنة 628 هـ.
ولا بد من التنبيه إلى أنه في العهد الذي انتقلت فيه دراسة العلوم الشرعية من القيروان إلى المهدية، ومنها إلى تونس، كانت كتب الدراسة للعقائد وللفقه المالكي إنما هي أمهات من المؤلفات وضعها علماء القيروان، مثل " الرسالة " لابن أبي زيد - وهي للمبتدئين - و" تهذيب المدونة " للبراذعي القيرواني، و" التعليقة " وهي شرح " المدونة " لأبي إسحاق إبراهيم التونسي القيرواني، و" التبصرة " لأبي الحسن اللخمي، إلى كثير من المؤلفات يعيى بها صاحبها الحصر والإحصاء.
-عبد العزيز القرشي المعروف بِابْنِ بَزِيزَةَ، مولده في سنة 606 هـ، وهو من كبار الحفاظ المجتهدين المعترف لهم