اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 653
ذكره مع الشَّيخ نصر وبالغ في أَذيَّة الحنابلة واتفق أَنَّ قاضي الحنابلة كَانَ قليل البضاعة في العلم فبادر إِلى اجابتهم في المعتقد واستكتبوا خطَّه بذلك.
واتفق أَنََّ قاضي الحنفية بدمش وهو شمس الدين ابن الحريري انتصر لابن تيميَّة وكتب في حقه محضرًا بالثناء عليه بالعلم والفهم، وكتب فيه بخطه ثلاثة عشر سطرًا، من جملتها أَنَّه منذ ثلاث مئة سنة ما رأَى النَّاس مثله فبلغ ذلك ابن مخلوف فسعى في عزل ابن الحريري فعزل وقرر عوضه شمس الدين الأذرعي، ثمَّ لم يلبث الأذرعي أَنْ عُزِل في السنة المقبلة.
وتعصب سلار لابن تيميَّة وأَحضر القضاة الثلاثة الشَّافعيّ والمالكي والحنفي وتكلّم معهم في إِخراجه فاتفقوا على أَنهم يشترطون فيه شروطًا. وأَن يرجع عن بعض العقيدة فأرسلوا إِليه مرات. فامتنع من الحضور إِليهم، واستمر على ذلك ولم يزل ابن تيميَّة في الجب إِلى أَن تشفَّع فيه مُهنَّا أَمير آل فضل، فأخرج في ربيع الأوَّل في الثالث والعشرين منه. وأُحضر إِلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال: أَنا أَشعري [1]. ثمَّ اجتمع جماعة من الصوفية عند تاج الدين بن عطاء فطلعوا في العشر الأَوسط من شوال إِلى القلعة وشكوا من ابن تيميَّة أَنَّه تكلم في حق مشايخ الطريقة، وأَنَّه قال: لا يُستغاث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فاقتضى الحال أَن أمر بتسييره إِلى الشَّام فتوجه على خيل البريد، وكل ذلك والقاضي زين الدين ابن مخلوف مشتغل بالمرض. وقد أَشرف على الموت فبلغه سير ابن تيميًّة، فراسل النائب، فرده من [1] سبق التعليق عليه في الدرر الكامنة، والمؤلف ينقل عنه.
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 653