اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 545
ذلك مؤكدًا لطول سَجنه، وله وقائع شهيرة وكان إِذا حوقق وأَلزم يقول: لم أُرد هذا إِنما أردت كذا فيذكر احتمالاً بعيدًا [1].
قال: وكان من أذكياء العالم وله في ذلك أُمور عظيمة، منها: أَنَّ محمَّد بن أَبي بكر السّكاكيني عمل أبياتًا على لسان ذمِّي في إِنكار القدر وأَولها:
أيا علماء الدِّين ذمِّي دينكم ... تحير دُلُّوه بأعظم حُجَّة
إِذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ... ولم يرضه مني فما وجه حيلتي
فوقف عليه ابن تَيْمِيَّة فثنى إِحدى رجليه على الأخرى وأجاب في مجلسه قبل أن يقوم بمائة وتسعة عشرة بيتًا أولها:
سُؤالك يا هذا سؤال معاند ... مخاصم ربِّ العرش باري البرية
وكان يقول: أَنا فاقرت في الأقفاص [2].
وقال شيخ شيوخنا الحافظ أَبو الفتح اليعمري في ترجمة ابن تَيْمِيَّة: حداني - يعني المزي - على رؤية الشَّيخ الإِمام شيخ الإِسلام تقي الدِّين فألفيته ممن أَدرك من العلوم حظَّا وكان يستوعب السنن والآثار حفظًا، إِن تكلّم في التفسير فهو حامل رايته، أَو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أَو ذاكَرَ في الحديث فهو صاحب علمِه وذُو روايته، أَو حاضَر [1] جميع ما نقله الحافظ عن الآقشهري في "رحلته" مخالف لكل ترجمات الشيخ، ونحن نستغرب من الحافظ استرواحه لهذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة، واعتماده على الآقشهري مع تفرُّده بها. [2] كذا في الأصل، ونسخة: "ناقرت".
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 545