responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 336
وهو أَكبر من أَن ينبه مثلي على نعوته، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت: أَني ما رأَيت بعيني مثله ولا رأَي هو مثل نفسه في العلم، وكان فيه قلَّة مداراة وعدم تؤدة غالبًا، ولم يكن من رجال الدول ولم يسلك معهم تلك النواميس، وأَعان أَعداءه على نفسه بدخوله في مسائل كبار لا تحتملها عقول أَبناء زماننا ولا علومهم، كمسأَلة: التكفير في الحلف بالطلاق، ومسأَلة: أَنَّ الطلاق بالثلاث لا يقع إِلاَّ واحدة، وأَنَّ الطلاق في الحيض لا يقع، وساس نفسه سياسة عجيبة فحبس مرات بمصر ودمشق والإسكندرية، وارتفع وانخفض واستبد برأيه وعسى أَنْ يكون ذلك كفارة له، وكم وقع في صعب بقوة نفسه وخلَّصه الله.
وله نظم وسط، ولم يتزوج ولا تسرَّى ولا كَانَ له من المعلوم إِلاَّ شيء قليل وكان أَخوه يقوم بمصالحه، وكان لا يطلب منهم غداء ولا عشاء غالبًا، وما كانت الدنيا منه على بال. وكان يقول في كثير من أَحوال المشايخ إِنها شيطانية أَو نفسانية فينظر في متابعة الشَّيخ الكتاب والسنة فإِن كَانَ كذلك فحاله صحيح وكشفه رحماني غالبًا وما هو بالمعصوم، وله في ذلك عدة تصانيف تبلغ مجلدات، من أَعجب العجب، وكم عوفي من «الصراعِ الجنيِّ» إنسانٌ بمجرد تهديده للجني، وجَرَت له في ذلك فصول ولم يفعل أَكثر من أَن يتلوَ آيات ويقول: إِن لم تنقطع عن هذا المصروع وإِلاَّ عملنا معك حكم الشرع وإِلاَّ عملنا معك ما يرضي الله ورسوله، وفي آخر الأَمر ظفروا له بمسألة السفر لزيارة قبور النبيين، وأَنَّ السفر وشد الرحال لذلك منهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تُشَد الرِّحال إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجد». مع اعترافه بأَنَّ الزيارة بلا شدِّ رحلٍ قربة، فشنعوا عليه بها، وكتب فيها جماعة بأَنه يلزم منعه شائبه تنقيص للنبوَّة فيكفر بذلك.

اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست