اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 325
لمّا بنَوا قبله عُليا مذاهبهم ... بنى وعمّر منها مثلَ ما عمَروا
مثل الأَئِمّة قد أحيى زمانَهُمُ ... كأنّه كان فيهم وهو منتَظَر
إن يرفعهوهم جميعًا رفع مبتدإٍ ... فحقُّه الرفع أيضًا إِنّه خبرُ
أمثلُه بينكم يُلقَى بمَضيَعةٍ ... حتّى يطيح له عمدًا دمٌ هدَرُ
يكون وهْوَ أمانيٌّ لغيركُمُ ... تنوبه منكُمُ الأحداثُ والغِير
والله لو أنّه في غيرِ أرضكمُ ... لكان منكم على أبوابه زُمَرُ
مثل ابن تيميّةٍ يُنسى بمحبسه ... حتى يموت ولم يُكحَل به بصر
مثل ابن تيميّة تُرْضى حواسدُه ... بحبسِه ولكُمْ في حبسِه عذر
مثل ابن تيميّةٍ في السجن معتقَلٌ ... والسجن كالغمدِ وهو الصارمُ الذكر
مثل ابن تيميّةٍ يُرمى بكلِّ أذًى ... وليس يُجلى قذًى منه ولا نظَرُ
مثل ابن تيميّةٍ تذوى خمائلُه ... وليس يُلقط من أفنانِه الزهَر
مثل ابن تيميّةٍ شمسٌ تغيبُ سُدًى ... وما تَرِقُّ لها الآصال والبُكر
مثل ابن تيميّةٍ يمضي وما عبقت ... بمسكه العاطِرِ الأردانُ والطُرَرُ
مثل ابن تيميّةٍ يمضي وما نهلَت ... له سيوف ولا خطيّة سُمر
ولا تجارى له خيلٌ مسوّمَةٌ ... وجوهُ فرسانها الأوضاحُ والغرَرُ
ولا تَخُفّ به الأبطالُ دائرةً ... كأنهُم أنجمٌ في وسطها قمَر
ولا تعبّس حربٌ في موافِقِه يومًا ... ويضحكُ في أَرْجائه الظفرُ
اسم الکتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون المؤلف : محمد عزير شمس الجزء : 1 صفحة : 325