responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا المؤلف : ابن سعد    الجزء : 1  صفحة : 256
عَلَيْهِ، فَأَبَى أَبُو جَعْفَرٍ، فَلَمْ يَرَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بَيْنِهِمْ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَلَمَّا رَآنِي عِيسَى قَالَ: نَعَمْ، هُوَ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ أَنْتَ شَدَدْتَ عليه أخبرك بمكانهم [196/أ] فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَا سَلَامَ اللَّهِ عَلَيْكَ. أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ الْكَاذِبَانِ ابْنَا الْكَاذِبِ؟ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ قَالَ قُلْتُ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ، وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ، إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا. قَالَ: فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي، وَقَالَ السِّيَاطُ فَأُتِيَ بِالسِّيَاطِ، وَأَقَمْتُ بَيْنَ العُقَابينْ[1] فضربني أربع مائة سوط فيما عقلت بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، ثُمَّ رُددت إِلَى أَصْحَابِي عَلَى تِلْكَ الْحَالِ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الدّبياج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عُثْمَانَ[2] وَكَانَتِ ابْنَتُهُ[3] تَحْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ[4]، فَلَمَّا أُدخل عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَذَّابَيْنِ مَا فَعَلَا؟ وَأَيْنَ هُمَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ. قَالَ لَتُخْبِرَنِّي. قَالَ لَقَدْ قُلْتُ لَكَ، وَبِاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَهُمَا قَبْلَ الْيَوْمِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَوَاللَّهِ مَا لي بهما علم. قال: جرّدوه فجُرّد فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَعَلَيْهِ جَامِعَةُ[5] حَدِيدٍ فِي عُنُقِهِ فَلَمَّا فُرغ مِنْ ضَرَبِهِ أُخرج فَأُلْبِسَ قَمِيصًا لَهُ قُوهَيًّا[6] عَلَى الضَّرْبِ، فأُتي به إلينا فوالله

[1] العقابان: خشبتان يُشد الرجل بينهما أثناء ضربه.
(انظر: لسان العرب 2/112) .
[2] ستأتي ترجمته رقم 141.
[3] رقيّة الصغرى بنت محمد الدبياج وقتل إبراهيم قبل أن يدخل بها.
(انظر: نسب قريش 117) .
[4] ستأتي ترجمة إبراهيم رقم 299.
[5] جامعة عبارة عن طوق من حديد يجمع اليدين إلى العنق.
(انظر: المعجم الوسيط 1/135. مادة: جَمَعَ) .
[6] قوهياً: نسبة إلى قوهستان -كلمة فارسية معربة، معناها موضع الجبال تقع بين نيسابور وهراة- وهي ثياب بيض تنسج هناك.
(انظر: معجم البلدان 4/416. وتاج العروس 9/407. مادة: قَوَهَ) .
اسم الکتاب : الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا المؤلف : ابن سعد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست