responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللواء الركن محمود شيت خطاب المؤلف : عبد الله محمود الطنطاوي    الجزء : 1  صفحة : 66
وحتى يستعيدوا السيطرة الكاملة على المدينة وما حولها، وعلى المشركين من قريش والقبائل الأخرى.
ومن أجل هذا انطلقت السرايا والدوريات والغزوات التي قادها الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بنفسه، واستخدم فيها عنصر المباغتة، بمسيره الليلي، وبالهجوم فجراً، وبخوض قتال المدن والشوارع .. وكانت مرحلة دامية، كافح فيها المسلمون بقيادة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - كفاح الأبطال الميامين، وقدموا الشهداء، وعاشوا عيشة ضنكاً، وتوج المشركون هذه المرحلة، بغزوة الأحزاب التي هدف المشركون من ورائها، إلى القضاء على المسلمين، وانتهاب أموالهم وذراريهم. ولكن اليهود والمشركين فشلوا في تحقيق هدفهم، لأسباب، هي: أن قيادتهم لم تكن موحدة، ولمباغتتهم بالخندق الذي حفره المسلمون، وبسبب الطقس الذي لم يمكنهم من الحصار الطويل للمدينة، ولانعدام الثقة بين الأحزاب أنفسهم من جهة، وبينهم وبين اليهود من جهة أخرى، ولنفاد صبر الأحزاب من طول مدة الحصار.
بينما كانت قيادة المسلمين كفؤةً، حازمة، رشيدة، أمرت بحفر الخندق، وشارك الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - نفسه بالحفر، وسهر على حراسة الخندق، وسيطرته التامة على أصحابه.
كما أن قيادة المسلمين لجأت إلى أسلوب جديد في الدفاع ورد الغزاة، هو حفر الخندق الذي لم يكن للعرب سابق عهد به، واستخدمت الخدعة في الحرب، عن طريق الصحابي الجليل: نعيم بن مسعود.
وهكذا فشل اليهود والمشركون في غزوة الخندق، وهي المعركة الفاصلة الثانية في تاريخ الإسلام والمسلمين.
وبهذا الفشل، انتقل المسلمون من دور الدفاع إلى دور الهجوم، لذلك قال الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه بعد انسحاب الأحزاب: " الآن نغزوهم ولا يغزونا ".

اسم الکتاب : اللواء الركن محمود شيت خطاب المؤلف : عبد الله محمود الطنطاوي    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست