اسم الکتاب : اللواء الركن محمود شيت خطاب المؤلف : عبد الله محمود الطنطاوي الجزء : 1 صفحة : 105
ثم أمرهم أن يعودوا إلى منازلهم آمنين.
وسجد الفاتح من جديد، شكراً لله على نصره، ثم بعث من رجاله من يطوف في أرجاء المدينة، لتأمين الناس وتطمينهم، والطلب منهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية.
وأمر السلطان بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وارتفع فيها صوت الأذان، وأدَّى صلاة العصر، وأعلن أنه سوف يصلي صلاة الجمعة القادمة في المسجد الجديد.
وسلك السلطان الفاتح نحو أهل القسطنطينية سياسة التسامح، وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى الذين بين أيديهم، وفدى عدداً من كبار الأسرى من ماله الخاصّ، وطلب من الفارين أن يعودوا إلى منازلهم آمنين مطمئنين، ودعا الناس إلى مزاولة أعمالهم في مصانعهم ومتاجرهم، وطمأن الجميع أن يكونوا أحراراً في ممارسة طقوسهم الدينية.
وهكذا عاد أهل المدينة إلى حياتهم الطبيعية آمنين مطمئنين.
واستاءت أوروبة من هذا الفتح العظيم، وأخذت تكيد وتحشد وتؤلّب، الأمر الذي دفع السلطان الفاتح إلى مواصلة الحرب، والقضاء على كلّ الدول النصرانية القريبة من (بيزنطة) فقد قضى على قوات البلقان، والبلغار، وهزم المجر هزيمة ساحقة.
وهكذا صارت (البوسنة) كلها ولاية عثمانية سنة 867 هـ/ 1463 م، وأقبل أهلها على اعتناق الإسلام.
وكذلك كان أمر (الهرسك) بعد عام.
وخضعت (أثينة) لحكم العثمانيين سنة 864 هـ/ 1460 م، بل صارت اليونان كلُّها تابعة للدولة العثمانية.
اسم الکتاب : اللواء الركن محمود شيت خطاب المؤلف : عبد الله محمود الطنطاوي الجزء : 1 صفحة : 105