responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد    الجزء : 1  صفحة : 345
التي وحدها تقدر على تنظيم الحياة الدنيوية، فأبنّا له أن قوله هذا نشأ من الجهل بالإسلام ومن تقليده لأعدائه الذين شوّهوا سمعة الإسلام بمثل هذه الأقوال الباطلة، وذكرنا له أن الله عزّ وجل قال في كتابه الكريم: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} ، وأن هذا الحق حق عرفه من عرفه وجهله من جهله، وقلنا له: هل تعرف قضية لم يعالجها الإسلام حتى احتاجت إلى أن تعالجها الاشتراكية؟، فقال نعم إن التعامل بالبنوك منعه الإسلام مع أن الحياة متوقفة على هذا التعامل. فقلنا له: ليس الأمرُ كما زعمتَ، بل إن الإسلام لم يمنع التعامل بالنبوك مطلَقا، إنما منع التعامل بالربا الذي يتضمن التعامل به ظلم الآخرين وسلب أموالهم بغير حق، وهذا من عدالة الإسلام الشاملة أنْ منعَ الظلمَ بأيِّ وجهٍ كان الظلم، وأن الله حرم الظلم، وأن الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة، وليس من الغريب أن تتعامل الشيوعية الاشتراكية بالربا ولا بغيره من المحرّمات، إذْ لا ذنبَ فوق الكفر، فإن الشيوعية كفرٌ بواحٌ كغيرِها من أنواع الكفر، سواء كان انفصاليا أو قوميا أو بعثيا فإنه لا يستبعد منه أن يتهم الإسلام بالتقصير حينما أن التقصير من الكفر والإلحاد لا من الإسلام فالإسلام كامل.
هذا، ولو تعاونت الجهات المسؤولة في الحكومة السعودية من دار الإفتاء والجامعة الإسلامية والرابطة والإشراف على الحرم المكي ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي لو تعاونت هذه الجهات على إرسال مرشدين إلى تلك البلاد مع قبول الراغبين في طلب العلم في مدارس الحكومة والجامعة الإسلامية وغيرها بدون التقيّد بالمراسم الحكومية في بلادهم، بل يكتفى بتزكية أناس معروفين بالصلاح هناك لكان هذا التعاون مفيدًا في تلك البلاد، لا سيّما وفي هذه البلاد شباب توّاقون للعلم يبحثون عنه ويسألون كل من يلقونه من أهل العلم الذين ينتابون بلادهم.

اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست