اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 343
منها مخطوطات بهذا الاعتبار.
ومن الملاحظ: أن المكتبات في المغرب تحتاج إلى تنظيم وترتيب فنّي ليسهل الكشف عنها، فالبطاقات التي وضعت لها غير مرتبة وغير فنيّة، فلهذا يتعب من يفتش فيها دون أن يجد ما يريد، مع أن المسؤولين عن المكتبات في تونس وفي المغرب قد ساعدونا غاية المساعدة على الحصول على ما نطلب جزاهم الله خير الجزاء، ولكن لعدم تنظيم الفهارس لتلك المكتبات فليس من السهل الاطلاع على كل شيء إلاّ بعد جهد جهيد وعمل متواصل مرهق.
الدين وأفريقيا الشمالية:
لاشك أن بلاد المغرب الشمالي أو أفريقيا البيضاء على ما يقال بدوله الثلاث كان قبل الاستعمار بلادًا تسودُها الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية، ولكن بعد تمكّن الاستعمار الفرنسي الغاشم والاستعمار الاسباني الدخيل من هذه البلاد الإفريقية قلبها هذا الاستعمار ظهرًا على بطن، ولم يخرج منها إلاّ وقد خلّف فيها من الجهل بالإسلام والتنكُّر لتعاليمِه وأنواع التفسّخ والانحلال الخلقي ما يلمسه ويراه كلّ من زار تلك البلاد الشقيقة من الغيورين على الأخلاق الإسلامية: ترى المساجد ولكن لا ترى المصلين، بل ترى من بقي باسم الإسلام من الطرقيين وأتباعهم يعكفون عند المشاهد يطوفون بها، أو يتفرّجون عليها، وفي تونس تجد التماثيل والصور الخليعة في أكثر البيوت وفي المكتبات، بل وفي بيوت من يتسمون بمشايخ الدين تجد هذه التماثيل في أكثر بيوتهم، والغالب على هذه التماثيل صور نساء عاريات ومنصوبات في جانب البيت.
وللتجانية والدرقاوية في تونس والمغرب انتشار واسع هائل في تلك الزوايا المتبعثرة في جميع مدنها بقببها المبنية على القبور، وتجد هؤلاء يعمرون تلك المشاهد ويهجرون ما عندهم من المساجد إلاّ قليل ممن يعدون بالأصابع، تجد
اسم الکتاب : المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المؤلف : الأنصاري، عبد الأول بن حماد الجزء : 1 صفحة : 343