اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 376
بعض اللغات السامية، كما نبهت على عيوب منهجه النقلي الذي جعله ينسب بعض الألفاظ الواردة بالقرآن الكريم إلى بعض اللغات الأجنبية ثم لا يلبث حين يتناول «ما ورد في القرآن ببعض لغات العرب» أن ينسب هذه الألفاظ إلى بعض اللهجات العربية، وهكذا تتعارض نقوله دون أن ينبه على هذا التعارض أو يتناوله بالدراسة.
وتناولت رسالته عن أصول الكلمات وبينت أهميتها في درس التطور الدلالي، وأشرت إلى جهود القدماء والمحدثين حول فكرة التطور، واستنتجت من هذه الرسالة تنبه السيوطي لفكرة مادية اللغة في نشأتها وهي الفكرة التي تجعل الدلالات الحسية أسبق في الوجود من الدلالات المجردة.
ثم تناولت منظومة له في أسماء الكلب وبعض الآثار الأخرى المناظرة حول موضوع الترادف وقد وجهت النقد إلى صنيع السيوطي في بعض هذه الآثار ومحاولته الجمع والتقصي دون مراعاة لما تفرضه طبيعة الموضوع وواقعه، وقد كان ذلك أثرا من آثار المنهج النقلي.
ودرست «الاتباع» في اللغة بصدد بعض الآثار، ورأيت أنه قد غلب عليه طابعه النقلي فلم يصرح بموقفه ولم يذكر تعليقا واحدا، وقد بينت أنه يقر هذه النقول وأنها تعبر عن رأيه، كما عرضت لموضوع «المشترك اللفظي» ثم قارنت شرحه لقصيدة كعب بن زهير بشرح ابن هشام وقد بينت ما امتاز به شرح السيوطي من عناية بالمعنى، وسهولة الأسلوب ووضوح العبارة، ويعد أفضل شروح هذه القصيدة، وتناولت بعض الآثار الأخرى بالدراسة، وقد بلغت جملة الآثار التي عرضتها ستة عشر تمكنت من الوقوف على تسعة منها تعد أهمها، وبعض الآثار الباقية حملت ما فيها على نظائره في آثاره الأخرى أو في كتابه المزهر، بعد أن تبين لي تشابه أبحاثه حول الموضوع الواحد إذا تناوله في أماكن متفرقة من كتبه بحيث لا تكاد تختلف إلا في مقدار الاسهاب أو الايجاز.
وقد بينت قيمة أهم آثاره اللغوية وهو كتابه «المزهر» الذي جمع شتات مباحث فقه اللغة، ولم يسبق السيوطي بمؤلف جامع مثل مؤلفه، ويتميز بوقوفه على دراسات الأصوليين الهامة للغة والافادة منها، ويعد أجل الأعمال اللغوية التي
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 376