اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 366
اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردا، وعلى الياء إذا كان اسم «لا» مثنى أو جمع مذكر سالما [1]، ولكن السيوطي قد انفرد دون ابن هشام ودون النحويين بقوله: ان المثنى قد يبنى على الألف نيابة عن الفتحة على لغة بلحارث بن كعب كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا وتران في ليلة» [1]، وقد احتج كما نرى بهذا الحديث وهو يتبع في ذلك منهج المتأخرين في إمكان اعتبار الحديث حجه، ويتفق مع مذهبه الذي سبق لنا أن شرحنا أصوله، وقد قوى السيوطي اللغة التي تلزم المثنى الألف في حالات الاعراب الثلاث فذكر أنها «لغة معروفة عزيت لكنانة وبني الحارث بن كعب وبني العنبر وبني الهجين وبطون من ربيعة، وبكر بن وائل، وزبيد وخثعم وهمدان، ومزدادة وعذرة وخرج عليها قوله تعالى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا وتران في ليلة»، وأنشد عليها قوله: تزود منا بين أذناه طعنة، وقوله: قد بلغا في المجد غايتاها [3].
ويتميز السيوطي بجمعه للآراء المختلفة وحكمه عليها في أحيان كثيرة مبينا أصحها وأشهرها وأضعفها، وينعت كل رأي بما يبين موقفه منه، فهو يورد أقوالا شتى في إعراب الأسماء الستة فيذكر أن أشهرها قول قطرب والزيادي والزجاجي من البصريين وهشام من الكوفيين بأنها معربة بالحروف، بينما يذكر أن أصح هذه الآراء رأي سيبويه وجمهور البصريين وبعض المتأخرين كابن مالك وأبي حيان وابن هشام الذين يذهبون إلى أنها معربة بحركات مقدرة في الحروف، وأنها أتبع فيها ما قبل الآخر للآخر، وقد ذكر السيوطي اعتلالهم لمذهبهم [4].
وحين يضعف السيوطي رأيا من الآراء لغرابته وعدم إمكان اتجاهه فانه ينعته بالزعم كقوله: «زعم الزجاج أن المثنى مبني لتضمنه معنى الحرف وهو العاطف» [5]، وقوله: «وزعم الأخفش بناء جمع المؤنث نصبا وغير المتصرف جرا» [5]. [1] ابن هشام: شذور الذهب ص 83، 84، السيوطي: المطالع السعيدة ص 18. [3] همع الهوامع ج 1 ص 40. [4] همع الهوامع ج 1 ص 234. [5] همع الهوامع ج 1 ص 38، ج 1 ص 19.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة الجزء : 1 صفحة : 366