responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 133
بقوله: «لا أرى السكوت يسعني في ذلك فإن هذا عهد النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته، فوجب على كل من علمه أن يبينه ولا يراعي فيه صديقا ولا حبيبا ولا بعيدا ولا قريبا» [1]، وهذا تقدير منه لمسئوليته التي يوجبها عليه كونه مجتهدا.
كما أن السيوطي كان يتعقب فتاوى خصومه أو تفسيراتهم ويبين ما قد يقعون فيه من خطأ فقد ذكر أن السخاوي صحف في حديث «شفر الحوراء» بمعنى هدب عينها، فجعله «شقر» بالقاف وبين أن ذلك تصحيف للحديث وتبديل لمعناه وأنه في غاية الركاكة [2]. كما هاجمه حين صوب قراءة من قرأ في كتاب الشفا عبارة «ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا وجماعته» في قراءة «خصيصي» بتسكين الياء مع أن صحة القراءة أنها كما ذكر السيوطي بألف القصر، وقد اقتنع جماعة من العلماء بصحة قول السيوطي ورجعوا عن تصويبهم للقارئ ومنهم الشيخ أمين الدين الاقصرائي، وزين الدين قاسم الحنفي، والشيخ سراج الدين العبادي والفخر الديمي، ولم يكن بين هؤلاء وبين السيوطي إلا الصداقة، أما خصمه السخاوي فإنه لم يقنع بذلك، ورد بأنه مستنده في ذلك أن عنده نسخة من الكتاب صحيحة قرئت على شيوخ عدة وفيها صورة السكون مرقومة بالقلم على الياء، وكان من اليسير على السيوطي أن يوجه إليه عبارته القاسية: «كفى بهذا الكلام جهلا، ومن هذا مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه»، ثم يورد بعد ذلك من الأدلة ما يؤيد صحة فتواه اللغوية [3].

دعوى الاجتهاد:
وإكمالا لما نحن فيه مما تعرض له السيوطي من خصومه لا مناص من الحديث عما قاله عن نفسه من استكماله أدوات الاجتهاد إذ جعله قوله هدفا لكثير من الهجمات التي وجهها إليه خصومه منكرين عليه دعواه، وقد عدّ السيوطي نفسه ممن بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق ولذلك وضع ترجمته لنفسه آخر

[1] فتواه الخاصة بسد الأبواب الملاصقة للمسجد النبوي، الحاوي ج 2 ص 61 ضمن رسالته: شد الأثواب في سد الأبواب ج 2 ص 53 وما بعدها.
[2] الحاوي للفتاوي ج 2 ص 180.
[3] ألوية النصر في خصيص بالقصر، رسالة له بكتاب الحاوي ج 2 ص 478 - 479.
اسم الکتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي المؤلف : طاهر سليمان حمودة    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست