responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 77
كانت أرضى من عائشة (ض) عن حياتها، فنرى أنه في طوال هذه السنين لم تمتزج هذه الحياة قط بكدر أو مساءة، ولم يعكر صفاء علاقتها بالنبي - صلى الله عليه وسلم - طيلة حياتها في كنفه سوى واقعة الإيلاء، فكانت الحياة يسودها أسمى معاني الحب، وجو المودة واللطف والمؤانسة والوفاء العالي، ولا سيما إذا تصورنا ما كانت عليه الأسرة النبوية من عسر وشدة وشظف في العيش، والصبر على ضروراته، والقناعة، ومغالبة الهوى، والبعد عن الترف ونعمة العيش، فتزداد قيمة هذا الإخلاص والمودة وتسمو مكانة الحب والوفاء.

الزوجة الحبيبة:
كانت عائشة (ض) من أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الصحابة (ض) أجمعين قد علموا حبه إياها وأقروا لها بذلك، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يتحرون يوم عائشة (ض) [1]، وقد أثار ذلك غيرة أمهات المؤمنين، ووقعت الغيرة التي لا محيص منها بين الزوجات، فدعون فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلنها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر، فكلمته، فقال: ((يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه فأبت أن ترجع)) [2]. ثم توسلن بأم سلمة (ض) أن تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما دار عليها كلمته، فقال: ((لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة)) [3].
أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذات مرة هدية فيها قلادة من جزع، فقال: ((لأدفعنها

[1] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الهبة برقم 2581، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم 2441، والترمذي في سننه كتاب المناقب برقم 3879.
[2] صحيح البخاري كتاب الهبة برقم 2581.
[3] صحيح البخاري كتاب المناقب برقم 3775، سنن النسائي كتاب عشرة النساء برقم 3950، سنن الترمذي كتاب المناقب 3879.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست