اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان الجزء : 1 صفحة : 78
إلى أحب أهلي إلي))، فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة، لكن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - الزكي الطاهر الخالص لم يظهر قط في لمعان الزينة الظاهرية وروعة المجوهرات الغالية، فدعا أمامة بنت زينب فعلقها في عنقها [1].
وهذا عمرو بن العاص (ض) قد بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش ذات السلاسل، فلما أتى سأل: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ فقال: أبوها [2].
دخل مرة عمر (ض) على حفصة فقال: ((يا بنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها، يريد عائشة)) [3]. ومرة شرد بها الجمل أثناء الطريق، فقلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((واعروساه)) [4].
ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها فقالت: وارأساه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنا وارأساه))، ومنذ ذلك الحين بدأ مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه [5].
وكان - صلى الله عليه وسلم - يتفقد في مرض موته - وفي رواية ((ليتعذر)) - أين أنا اليوم، أين أنا غدا، استبطاء ليوم عائشة (ض) [6]، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان [1] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 6/ 101 برقم 24748 و6/ 261 برقم 26292. [2] أخرجه البخاري في كتاب المناقب برقم 3662 وكتاب المغازي برقم 4358، ومسلم كتاب فضائل الصحابة برقم 2384، والترمذي في سننه كتاب المناقب رقم 3885. [3] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب حب الرجل بعض نسائه برقم 5218، ومسلم في صحيحه كتاب الطلاق برقم 1479، والترمذي كتاب تفسير القرآن برقم 3318. [4] أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عائشة (ض) قالت: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كنا بالحرة، انصرفنا وأنا على جمل، وكان آخر العهد منهم، وأنا أسمع صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين ظهري ذلك السمر، وهو يقول: واعروساه ... الحديث، 248/ 6 برقم 26155. [5] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المرضى برقم 5666، وابن حبان في صحيحه باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - 14/ 551 برقم 6586، والدارمي في سننه باب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -
برقم 80. [6] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز برقم 1389، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم 2443.
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان الجزء : 1 صفحة : 78