responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 237
فأصابهم قحط وجهد، حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (*) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 10 - 11])) [1].
كذلك قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] تقول عائشة (ض) عن هذه الآية: ((كان ذاك يوم الخذدق)) [2] تعني أن هذا تصوير لاضطراب المسلمين وابتلائهم يوم الخندق.
8 - تفسير ((الصلاة الوسطى)) في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
اختلفت أقوال الصحابة (ض) في تفسير ((الصلاة الوسطى)) فروى الإمام أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت وأسامة (ض) أنها صلاة الظهر [3]، وروي عن البعض منهم أنها صلاة الصبح، بينما ترى عائشة (ض) أنها صلاة العصر، وكانت تقول ذلك بغاية من الثقة والاعتداد، حتى إنها سجلت هذا التفسير على هامش المصحف الذي كتبه لها مولاها أبو يونس [4]. وهذا هو التفسير

[1] والحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجمعة برقم1007/ 1020 وكتاب تفسير القرآن برقم 4693، 4774، 4809، ومسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة رقم 2798، وسنن الترمذي كتاب التفسير برقم 3254.
[2] صحيح البخاري كتاب المغازي برقم 4103، وصحيح مسلم كتاب التفسير برقم 3020.
[3] أخرج الإمام أحمد في مسنده 5/ 205 برقم 21840 أن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال: هي العصر، فقام إليه رجلان منهم فسألاه فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال: هي الظهر، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الظهر بالهجير،
ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان من الناس في قائلتهم وتجارتهم فأنزل الله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} وأبو داود في سننه كتاب الصلاة برقم 411.
[4] أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فلما بلغتها آذنتها، فأملت علي: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى=
اسم الکتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين المؤلف : الندوي، سليمان    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست