للمسلمين بالهجرة إلى «الحبشة»، كانت رملة بنت أبي سفيان وطفلتها الصَّغيرة حبيبة، وزوجها عبيد الله بن جحشٍ [1]، في طليعة المهاجرين إلى الله بدينهم، الفارِّين إلى حِمى «النَّجاشيِّ» [2] بإيمانهم.
****
لكنَّ أبا سفيان بن حربٍ ومن معه من زعماء قريشٍ، عزَّ [3] عليهم أن يفلت من أيديهم أولئك النَّفر من المسلمين، وأن يذوقوا طعم الرَّاحة في بلاد «الحبشة».
فأرسلوا رسلهم إلى النَّجاشيِّ يحرضونه [4] عليهم، ويطلبون منه أن يسلمهم إليهم، ويذكرون له أنَّهم يقولون في المسيح وأمِّه مريم قولاً يسوؤُه [5].
فبعث النَّجاشيُّ إلى زعماء المهاجرين، وسألهم [1] عبيد الله بن جحش: هو أخو الصحابي الجليل عبيد الله بن جحش ويُقال اسمه عبد بن جحش. [2] النَّجاشي: ملك الحبشة، وقد سمع القرآن وآمن بالله ورسوله وآوى المسلمين انظره في «صور من حياة التابعين» للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي. [3] عزَّ عليهم: صعب عليهم. [4] يحرضونه عليهم: يثيرونه عليهم. [5] يسوؤه: يؤذيه ويحزنه.