وبأسٍ [1]، أن يردَّ ابنته وزوجها إلى دينه ودين آبائه، فلم يفلح، لأنَّ الإيمان الذي رسخ في قلب رملة كان أعمق من أن تقتلعه أعاصير [2] أبي سفيان، وأثبت من أن يزعزعه غضبه.
****
ركب أبا سفيان الهمُّ بسبب إسلام رملة، فما كان يعرف بأيِّ وجه يقابل قريشاً بعد أن عجز عن إخضاع ابنته لمشيئته، والحيلولة دونها ودون اتِّباع محمَّد.
****
ولمَّا وجدت قريشٌ أنَّ أبا سفيان ساخطٌ على رملة وزوجها اجترأت عليهما، وطفقت تضيِّق عليهما الخناق، وجعلت ترهقهما [3] أشدَّ الإرهاق، حتَّى باتا لا يطيقان الحياة في مكَّة.
ولمَّا أذن الرَّسول صلوات الله وسلامه عليه [1] البأس: القوَّة. [2] أعاصير: جمع إعصار، وهو ريح شديدة ترتفع بتراب الأرض ومياه البحر. [3] ترهقهما: تتعبهما وتعنِّيهما.