عند ذلك ألقت أمُّ عمارة سقاءها، وانبرت إلى المعركة كالنَّمرة التي قصد أشبالها بشرٍّ ...
ولنترك لأمِّ عمارة نفسها الحديث عن هذه اللَّحظات الحاسمات، فليس كمثلها من يستطيع تصويرها بدقَّةٍ وصدقٍ.
قالت أمُّ عمارة:
خرجت أوَّل النَّهار إلى «أُحُدٍ» ومعي سقاءٌ أسقي منه المجاهدين حتَّى انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والدَّولة والرِّيح [1] له ولمن معه ...
ثمَّ ما لبث أن انكشف المسلمون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بقي إلاَّ في نفرٍ قليلٍ ما يزيدون على العشرة ...
فملت إليه أنا وابني وزوجي ...
وأحطنا به إحاطة السِّوار بالمعصم، وجعلنا نذود عنه بسائر ما نملكه من قوَّةٍ وسلاحٍ ... [1] الدَّولة: النصر والغلب، والرِّيح: القوة.