فاطمة الزَّهراء فما أسرع أن استجاب الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - إلى طلبه، فخرَّ عليُّ ساجداً شكرًا لله، فلمَّا رفع رأسه من سجوده قال له الرَّسول عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام:
(بارك الله لكما وعليكما، وأسعد جدَّكما [1] وأخرج منكما الكثير الطيب).
وقد شهد عقد فاطمة الزَّهراء على عليِّ بن أبي طالب أبو بكر، وعمر، وعثمَّان، وطلحة [2]، والزُّبير من المهاجرين، وعددٌ يماثل عددهم من الأنصار.
ولما أخذ القوم مجالسهم قال عليه الصَّلاة والسَّلام:
(الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، إنَّ الله عز وجل جعل المصاهرة نسبًا لاحقًا، وأمرًا مفترضًا [1] أسعد جدَّكُما: أسعد حظكما، وجعلكما من المرضي عنهم. [2] عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله التَّميمي: انظرهما في كتاب «صور من حياة الصحابة» للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي، الطبعة المشروعة.