يد أحد المنهزمين رُمحه، ومضت تشقُّ به الصُّفوف، وتضرب بسنانه الوجوه، وتزأر في المسلمين قائلةً:
ويحكم، انهزمتم عن رسول الله؟!!.
فلمَّا رآها النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام مقبلةً خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريعٌ، وقد مثَّل به المشركون أبشع تمثيلٍ [1] فأشار إلى ابنها الزُّبير قائلًا:
(المرأة يا زبير ... المرأة يا زبير ...).
فأقبل عليها الزُّبير وقال:
يا أمَّه إليك ... إليك يا أمَّه [2].
فقالت: تنحَّ لا أمَّ لك.
فقال: إنَّ رسول الله يأمرك أن ترجعي ...
فقالت: ولم؟! ...
إنَّه قد بلغني أنه مثِّل بأخي، وذلك في الله ... [1] التمثيل: تشويه جسد الميت. [2] إليك يا أمه: ابتعدي يا أماه.