الأرض دنا إليه وحطَّ عنه رحله، واقتاده إلى شجرة وقيَّده فيها.
ثمَّ يتنحى عنِّي إلى شجرة أخرى فيضطجع في ظلِّها.
فإذا حان الرَّواح إلى بعيري فأعدَّه، وقدَّمه إليَّ، ثمَّ يستأخر عنِّي ويقول: اركبي ... فإذا ركبت، واستويت على البعير، أتى فأخذ بخطامه وقاده.
****
وما زال يصنع بي مثل ذلك كلَّ يوم حتَّى بلغنا المدينة، فلمَّا نظر إلى قريةٍ «بقباء» [1] لبني عمرو بن عوفٍ قال: زوجك في هذه القرية، فادخليها على بركة الله، ثمَّ انصرف راجعًا إلى مكَّة.
****
اجتمع الشَّمل الشَّتيت [2] بعد طول افتراقٍ، وقرَّت [1] قُباء: قرية في ضواحي المدينة تبعد عنها ميلين، وفيها مسجد قباء أوَّل مسجد أسس على التقوى. [2] الشَّتيت: المفرَّق.